العبث السياسي العربى تقليب مواجع أوراقنا التاريخية !
لماذا يتعامل معنا الغرب بهذا الشكل ؟
وهل في أوضاعنا وحاضرنا وواقعنا ما يبرر هذا الأسلوب في تعامله معنا ؟.
أزعم جازماً أن موجهة هذه الأسئلة بشجاعة أخلاقية يمكن أن تعطينا الإجابة مهما كان مذاقها مراً.
(دعونا من تقليب مواجع أوراقنا التاريخية )، ولكن توقفوا قليلاً أمام هذين الخبرين وقراءة محتوياتهما كنموذجين لهذه الأوراق التاريخية، رغم ضآلتهما وعدم أهميتهما، فهما كخبرين لا يمكن أن تقارنهما بأخبار مدوية مثل سقوط بغداد أو ضياع فلسطين بدءً من حروب (1948) أو نكبة (1967) وغيرهما من محطات السقوط العربى المتتالية.
إلا أن هذين الخبرين، على ضآلتهما يختزلان الإجابة على السؤالين : أين نحن من إرثنا وموروثنا التاريخى ؟ ولماذا إستهان بنا الغرب الأورأمريكى حتى صرنا مصدر السخرية في العالم اليوم ؟.
بالنسبة للخبر الأول فإن ليبيا تحت سيطرة زعيمها قد فجرت ملهى (لابيل في برلين – الغربية في عام 1986، وأسفر التفجير عن (3) قتلى و (260) جرحى، وفي عام 1989 فجرت طائرة (يوتا) الفرنسية فوق صحراء النيجر أوقع (170) ضحية بينهم (54) ضحية فرنسية. والجميع يعلم الآن اعتراف نفس الدولة والنظام مسؤوليته عن تفجير طائرة بان أميركان التى سقطت في قرية لوكربى.
كل هذا العدد من الضحايا المدنيين الذين فجرتهم السلطات الليبية ماذا كان المبرر المنطقي لقتلهم ؟!.
إذا كانت الإدارة الأمريكية تمارس سياسة معاوية لنا كعرب ومسلمين فهل شكل المقاومة الأمثل في هذه الحالة هو تفجير مرقص أو تفجير طائرة مدنية وقتل من فيها من رجال ونساء وأطفال أبرياء ؟.
لقد ذهبت (المقاومة) الليبية للاستعمار إلى إرسال الأسلحة ودعم الإرهابيين والمتمردين والمعارضين لحكوماتهم فى كل القارات من أوربا إلى أمريكا اللاتينية ولم يسلم من ذلك جيرانها العرب والأفارقة من القارة الأفريقية، وهذا سجل حافل بهذه (الإنجازات) الإرهابية.
أهدرت القيادة الليبية مقدرات الشعب الليبى البترولية في هذه المغامرات العبثية، والتى كان من الممكن أن توظف لنهضة ونمو وتعليم وصحة ورفاهية الإنسان الليبى. ولكنها إختارت إهدارها في هذه المغامرات العبثية وتحت مظلة شعارات غوغائية، وقد صرفت البلايين علي هذا الهذر.
لا يوجد تعليقات